للفضة والمعادن النادرة خاصية مثيرة للاهتمام — تأثير "النكهة الصناعية". ماذا يعني ذلك؟ يعني أن هذه الأشياء تُستخدم بكميات ضئيلة جدًا في معظم المنتجات الصناعية، ونسبة تكلفتها ليست عالية، لكنك لا تستطيع الاستغناء عنها، فهي حاجة ضرورية.

وهذا يخلق ظاهرة: عندما ترتفع أسعار الفضة والمعادن النادرة بشكل جنوني، فإن تكاليف الشركات الصناعية في الطرف الآخر من السلسلة ترتفع، لكن الزيادة ليست كبيرة جدًا. الأهم من ذلك هو أن هذه المواد ضرورية، ولا يمكن إيقاف الإنتاج بسبب ارتفاع الأسعار، لأن خسائر التوقف عن الإنتاج تكون أكثر فتكًا من ارتفاع التكاليف. لذلك، لا بد للشركات من تحمل ارتفاع الأسعار، وفي الوقت نفسه تبدأ في التفكير في وجود بدائل. لكن البدائل، من البحث والتطوير إلى التطبيق الفعلي، غالبًا ما تستغرق سنوات، وليس من السهل التبديل بسرعة.

هناك مقارنة مثيرة للاهتمام هنا. خام الحديد والحديد التسليح يختلفان — فبمجرد أن يتجاوز سعر الحديد التسليح 3000 يوان، يصعب على سعر خام الحديد الاستمرار في الارتفاع، لأن ارتفاع سعر الصلب يثبط الطلب في الطرف الآخر من السلسلة. فقط عندما يستقر سعر الصلب، يمكن أن تتاح مساحة لارتفاع سعر خام الحديد. لكن المعادن النادرة لا تتبع هذا النمط، فطبيعة "النكهة الصناعية" لها تحدد أن ارتفاع الأسعار يكون له تأثير محدود على الطلب.

عند النظر إلى التاريخ الخاص بمعادن مثل النيكل والكوبالت، يتضح الأمر أكثر. عندما ترتفع الأسعار بشكل كبير، لم ينخفض الطلب الصناعي بشكل ملحوظ. بل على العكس، بعد ارتفاع الأسعار، يلاحظ رأس المال فرصة أرباح فاحشة، ويستثمر بكثافة في زيادة الإنتاج، مما يؤدي إلى زيادة المعروض بشكل كبير، وهذا هو القاتل الحقيقي الذي يضغط على الأسعار. لذلك، عندما يظهر تقليل إنتاج الكوبالت في عام 2025، تعود الأسعار للارتفاع مرة أخرى.

ارتفاع أسعار الموارد والمنتجات الصناعية مثل الذهب والفضة والنحاس والكوبالت والتنجستن والمعادن النادرة هذا العام، في جوهره، هو مشكلة في جانب العرض. إذا تم اكتشاف منجم ضخم منخفض التكلفة لمعدن نادر في المستقبل، فمن المؤكد أن الأسعار ستنخفض. لكن هذه الفرصة لا تبدو كبيرة الآن، ولهذا السبب فإن منطق الارتفاع الحالي يبدو قويًا جدًا.