البنك المركزي الياباني بدأ يتحرك مرة أخرى. المحافظ هيوتا كازو أوتو أطلق مؤخراً إشارات بأن دورة رفع الفائدة لم تنته بعد، وأن المعدلات وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال 30 عاماً. في ظل هذا السياق الذي يشهد انخفاضاً عاماً في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم، يبدو الأمر غريباً بعض الشيء.

لماذا يصر البنك المركزي الياباني على ذلك؟ في النهاية، لا تزال ضغوط الأسعار قائمة. إذا سارت البيانات الاقتصادية وفق التوقعات، فإن رفع الفائدة سيكون أمراً حتمياً. كانت المواقف داخل البنك موحدة هذه المرة، ولم يظهر أحد معارضة. ومع ذلك، أرسل البنك إشارة ودية — فبعد رفع الفائدة، لا تزال بيئة السوق مرنة، مما يمنح المستثمرين طمأنينة.

ماذا يعني هذا للسوق المشفرة؟

أولاً، يتغير شكل السيولة العالمية. اليابان أنهت نمط الفائدة المنخفضة جداً الذي استمر لعقود. هذا يعني أن اتجاه تشديد السيولة على مستوى العالم أصبح أكثر وضوحاً.

ثانياً، أصبح مسار الين أكثر تعقيداً. وفقاً للمنطق التقليدي، رفع الفائدة يدعم ارتفاع الين. لكن المشكلة أن الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة عكسياً، ومع تباين الفوائد بين الطرفين، قد تتزايد تقلبات سعر الصرف. على من راهن على "تداول الفوائد" أن يعيد حساباته.

ثالثاً، تباين السياسات بين البنوك المركزية يتزايد بشكل واضح. أمريكا، اليابان، وأوروبا يسيرون في طرق مختلفة، والاعتماد فقط على "ضخ السيولة لرفع سعر العملة" لم يعد كافياً. التقلبات وعدم اليقين قد يصبحان الوضع الطبيعي الجديد.

لذا، لا تركز كثيراً على ما إذا كانت السوق في مرحلة صعود أم لا. المهم هو هل استراتيجيتك قادرة على مواكبة تغيرات وتيرة السوق. خطوة البنك المركزي الياباني هذه قد أُعدت بالفعل. وأنت، كيف تخطط لموقفك؟