معدل نمو الأجور يتوافق مع التوقعات، لكن الدولار الأسترالي يواجه صعوبة في الانتعاش
في الآونة الأخيرة، ضعف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي، وأصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحًا بعد إصدار مؤشر أسعار الأجور للربع الثالث. تظهر البيانات أن مؤشر أسعار الأجور المعدل موسمياً في أستراليا سجل زيادة بنسبة 0.8% على أساس شهري، وهو نفس مستوى الربع السابق، ويتوافق مع توقعات السوق المبكرة. من حيث المعدل السنوي، بلغ معدل نمو الأجور 3.4%، محافظًا على وتيرة النمو في الربع السابق، مما يؤكد مرة أخرى توقعات السوق.
ومع ذلك، فإن البيانات الاقتصادية التي تبدو معتدلة لم تتمكن من دعم الدولار الأسترالي. لا تزال زوج العملات AUD/USD تتداول بالقرب من 0.6490 بعد إصدار البيانات ذات الصلة، وقد تلاشى الارتفاع الذي تجاوز 0.25% في اليوم السابق. هذا الظاهرة “توافق البيانات مع التوقعات ولكن انخفاض سعر الصرف” تعكس توقعات أكثر تعقيدًا في السوق — حيث تحول اهتمام المستثمرين من معدل نمو الأجور إلى مسار السياسة النقدية للبنك المركزي.
في محضر اجتماع نوفمبر الذي أصدره بنك الاحتياطي الأسترالي يوم الثلاثاء، تم نقل رسالة رئيسية: أعضاء المجلس يميلون إلى تبني موقف سياسي أكثر توازنًا. والأكثر إثارة للاهتمام هو أن البنك أشار إلى أنه إذا كانت البيانات القادمة تظهر أداءً أقوى من المتوقع، فقد يظل سعر النقد الأجنبي ثابتًا لفترة أطول.
هذه الصياغة تحمل معانٍ لا يستهان بها. أداء سوق العمل الأسترالي الحالي قوي، مما يعزز توقعات السوق بمواصلة البنك المركزي لنهج الانتظار. وفقًا لأحدث البيانات، سعر العقود الآجلة لمؤشر سعر الفائدة بين البنوك الأسترالي لمدة 30 يومًا في ديسمبر 2025 هو 96.41، مما يعني أن احتمالية خفض البنك المركزي سعر الفائدة من 3.60% إلى 3.35% هي فقط 8% — حيث تم تسعير توقعات خفض الفائدة بشكل أساسي في السوق.
سوق العمل الأمريكي يظهر انقسامًا، وتباطؤ وتيرة خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
يظل الدولار الأمريكي قويًا في سوق العملات العالمية بشكل رئيسي بسبب انخفاض توقعات خفض الفائدة بشكل واضح. مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) يتداول حاليًا حول 99.60، ويعكس هذا الأداء تحول السوق في فهم اتجاه السياسة النقدية الأمريكية.
البيانات الأخيرة من CME FedWatch تؤكد هذا التحول: الاحتمال الحالي لخفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر هو 49%، مقارنة بـ 67% قبل أسبوع، وهو انخفاض ملحوظ. وراء هذا الانخفاض، توجد بيانات سوق العمل الأمريكية التي تظهر تباينًا في الاتجاهات.
تشير بيانات وزارة العمل يوم الثلاثاء إلى أن عدد طلبات إعانة البطالة الأسبوعية حتى 18 أكتوبر بلغ 232,000، وعدد المستمرين في طلبات الإعانة بلغ 1.957 مليون، بزيادة طفيفة عن الأسبوع السابق الذي كان 1.926 مليون. وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير شركة ADP عن ظاهرة أكثر دقة: خلال الأسابيع الأربعة حتى 1 نوفمبر، قامت الشركات بخصم متوسط 2500 وظيفة أسبوعيًا، مما يشير إلى أن وتيرة سوق العمل بدأت تتراجع.
تصريحات نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، فيليب جيفرسون، عززت التوقعات الحذرة، حيث أشار إلى أن مخاطر سوق العمل تجاوزت مخاطر ارتفاع التضخم، وأكد على أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يستمر في اتخاذ قرارات خفض الفائدة بشكل “بطيء”. كما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جريفيث سميث، إلى أن السياسة الحالية تعتبر “محدودة بشكل معتدل”، ويجب أن تستمر في “مقاومة نمو الطلب”.
سوق العمل الأسترالي قوي، ويدعم الدولار الأسترالي بشكل غير مرئي
مقارنةً باتجاه تباطؤ سوق العمل الأمريكي، يظهر أداء سوق العمل الأسترالي بشكل أكثر إشراقًا. أصدرت هيئة الإحصاءات الأسترالية يوم الخميس أحدث البيانات التي تظهر أن معدل البطالة في أكتوبر انخفض من 4.5% في سبتمبر إلى 4.3%، وهو أدنى من توقعات السوق عند 4.4%. والأهم من ذلك، أن التغير في التوظيف في أكتوبر بلغ 42,200 وظيفة، متجاوزًا توقعات السوق البالغة 20,000 وظيفة — وهو رقم يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا عن التعديل السابق البالغ 12,800 وظيفة.
هذه البيانات القوية عن التوظيف من المفترض أن تعزز الدولار الأسترالي، لكن المشكلة تكمن في توقعات السوق العقلانية: فبسبب جودة بيانات التوظيف، تقل احتمالية خفض بنك الاحتياطي الأسترالي للفائدة، مما يحد من ارتفاع الدولار الأسترالي.
وفي الوقت نفسه، فإن تصريحات نائب محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي، أندرو هوسر، الأسبوع الماضي، تثير اهتمامًا خاصًا. أشار إلى أن “أفضل تقدير هو أن السياسة النقدية لا تزال تقييدية”، مع اعترافه بوجود خلافات داخل اللجنة. وأضاف هوسر أن أي قرار بعدم الاستمرار في مرحلة “التقييد المعتدل” سيكون له تأثير كبير على القرارات المستقبلية. هذه التصريحات تشير إلى أن البنك المركزي يقيّم حدود فعالية سياسته.
التحليل الفني يحافظ على نمط هبوطي، ومستويات الدعم تتراجع تدريجيًا
من الناحية الفنية، يتداول زوج AUD/USD حاليًا حول 0.6490، وما زال تحت مستوى المتوسط المتحرك الأسي لمدة 9 أيام (9-day EMA)، مما يدل على أن الزخم الهبوطي لا يزال قائمًا على المدى القصير. الزوج يتداول ضمن نطاق مستطيل، ويعكس هذا التماسك حالة توازن مؤقتة بين البائعين والمشترين.
في اتجاه الهبوط، يمثل الحد الأدنى للنطاق عند حوالي 0.6470 دعمًا رئيسيًا، ويليه أدنى مستوى سجل في 21 أغسطس عند 0.6414. إذا تلاشت قوة الثيران، فهذه المناطق قد تكون نقاط وقف خسارة محتملة.
أما في الاتجاه الصاعد، فإن مستوى الرقم النفسي عند 0.6500 هو أول مقاومة، يليه مستوى 0.6514 عند المتوسط المتحرك الأسي لمدة 9 أيام. وإذا تمكن الزوج من اختراق هذين الحاجزين بشكل فعال، فإن الزخم السعري على المدى القصير قد يتحسن، مما قد يدفع السعر نحو مستوى 0.6630، وهو الحد العلوي للنطاق المستطيل.
بشكل عام، يواجه الدولار الأسترالي ضغوطًا مزدوجة من قوة الدولار الأمريكي وتوقعات السياسة النقدية، وعلى الرغم من أن بيانات التوظيف المحلية جيدة، إلا أن توقعات السوق لانتعاشه لا تزال محدودة. على المستثمرين مراقبة البيانات التضخمية القادمة وتصريحات البنك المركزي، فهي ستكون المحركات الرئيسية التي قد تغير توقعات السوق.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
الـدولار الأسترالي يواجه ضغوط هبوطية والبيانات الاقتصادية تصدر إشارات معقدة
معدل نمو الأجور يتوافق مع التوقعات، لكن الدولار الأسترالي يواجه صعوبة في الانتعاش
في الآونة الأخيرة، ضعف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي، وأصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحًا بعد إصدار مؤشر أسعار الأجور للربع الثالث. تظهر البيانات أن مؤشر أسعار الأجور المعدل موسمياً في أستراليا سجل زيادة بنسبة 0.8% على أساس شهري، وهو نفس مستوى الربع السابق، ويتوافق مع توقعات السوق المبكرة. من حيث المعدل السنوي، بلغ معدل نمو الأجور 3.4%، محافظًا على وتيرة النمو في الربع السابق، مما يؤكد مرة أخرى توقعات السوق.
ومع ذلك، فإن البيانات الاقتصادية التي تبدو معتدلة لم تتمكن من دعم الدولار الأسترالي. لا تزال زوج العملات AUD/USD تتداول بالقرب من 0.6490 بعد إصدار البيانات ذات الصلة، وقد تلاشى الارتفاع الذي تجاوز 0.25% في اليوم السابق. هذا الظاهرة “توافق البيانات مع التوقعات ولكن انخفاض سعر الصرف” تعكس توقعات أكثر تعقيدًا في السوق — حيث تحول اهتمام المستثمرين من معدل نمو الأجور إلى مسار السياسة النقدية للبنك المركزي.
بنك الاحتياطي الأسترالي يرسل إشارات حذرة ويضع أساسًا لثبات أسعار الفائدة
في محضر اجتماع نوفمبر الذي أصدره بنك الاحتياطي الأسترالي يوم الثلاثاء، تم نقل رسالة رئيسية: أعضاء المجلس يميلون إلى تبني موقف سياسي أكثر توازنًا. والأكثر إثارة للاهتمام هو أن البنك أشار إلى أنه إذا كانت البيانات القادمة تظهر أداءً أقوى من المتوقع، فقد يظل سعر النقد الأجنبي ثابتًا لفترة أطول.
هذه الصياغة تحمل معانٍ لا يستهان بها. أداء سوق العمل الأسترالي الحالي قوي، مما يعزز توقعات السوق بمواصلة البنك المركزي لنهج الانتظار. وفقًا لأحدث البيانات، سعر العقود الآجلة لمؤشر سعر الفائدة بين البنوك الأسترالي لمدة 30 يومًا في ديسمبر 2025 هو 96.41، مما يعني أن احتمالية خفض البنك المركزي سعر الفائدة من 3.60% إلى 3.35% هي فقط 8% — حيث تم تسعير توقعات خفض الفائدة بشكل أساسي في السوق.
سوق العمل الأمريكي يظهر انقسامًا، وتباطؤ وتيرة خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
يظل الدولار الأمريكي قويًا في سوق العملات العالمية بشكل رئيسي بسبب انخفاض توقعات خفض الفائدة بشكل واضح. مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) يتداول حاليًا حول 99.60، ويعكس هذا الأداء تحول السوق في فهم اتجاه السياسة النقدية الأمريكية.
البيانات الأخيرة من CME FedWatch تؤكد هذا التحول: الاحتمال الحالي لخفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر هو 49%، مقارنة بـ 67% قبل أسبوع، وهو انخفاض ملحوظ. وراء هذا الانخفاض، توجد بيانات سوق العمل الأمريكية التي تظهر تباينًا في الاتجاهات.
تشير بيانات وزارة العمل يوم الثلاثاء إلى أن عدد طلبات إعانة البطالة الأسبوعية حتى 18 أكتوبر بلغ 232,000، وعدد المستمرين في طلبات الإعانة بلغ 1.957 مليون، بزيادة طفيفة عن الأسبوع السابق الذي كان 1.926 مليون. وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير شركة ADP عن ظاهرة أكثر دقة: خلال الأسابيع الأربعة حتى 1 نوفمبر، قامت الشركات بخصم متوسط 2500 وظيفة أسبوعيًا، مما يشير إلى أن وتيرة سوق العمل بدأت تتراجع.
تصريحات نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، فيليب جيفرسون، عززت التوقعات الحذرة، حيث أشار إلى أن مخاطر سوق العمل تجاوزت مخاطر ارتفاع التضخم، وأكد على أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يستمر في اتخاذ قرارات خفض الفائدة بشكل “بطيء”. كما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جريفيث سميث، إلى أن السياسة الحالية تعتبر “محدودة بشكل معتدل”، ويجب أن تستمر في “مقاومة نمو الطلب”.
سوق العمل الأسترالي قوي، ويدعم الدولار الأسترالي بشكل غير مرئي
مقارنةً باتجاه تباطؤ سوق العمل الأمريكي، يظهر أداء سوق العمل الأسترالي بشكل أكثر إشراقًا. أصدرت هيئة الإحصاءات الأسترالية يوم الخميس أحدث البيانات التي تظهر أن معدل البطالة في أكتوبر انخفض من 4.5% في سبتمبر إلى 4.3%، وهو أدنى من توقعات السوق عند 4.4%. والأهم من ذلك، أن التغير في التوظيف في أكتوبر بلغ 42,200 وظيفة، متجاوزًا توقعات السوق البالغة 20,000 وظيفة — وهو رقم يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا عن التعديل السابق البالغ 12,800 وظيفة.
هذه البيانات القوية عن التوظيف من المفترض أن تعزز الدولار الأسترالي، لكن المشكلة تكمن في توقعات السوق العقلانية: فبسبب جودة بيانات التوظيف، تقل احتمالية خفض بنك الاحتياطي الأسترالي للفائدة، مما يحد من ارتفاع الدولار الأسترالي.
وفي الوقت نفسه، فإن تصريحات نائب محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي، أندرو هوسر، الأسبوع الماضي، تثير اهتمامًا خاصًا. أشار إلى أن “أفضل تقدير هو أن السياسة النقدية لا تزال تقييدية”، مع اعترافه بوجود خلافات داخل اللجنة. وأضاف هوسر أن أي قرار بعدم الاستمرار في مرحلة “التقييد المعتدل” سيكون له تأثير كبير على القرارات المستقبلية. هذه التصريحات تشير إلى أن البنك المركزي يقيّم حدود فعالية سياسته.
التحليل الفني يحافظ على نمط هبوطي، ومستويات الدعم تتراجع تدريجيًا
من الناحية الفنية، يتداول زوج AUD/USD حاليًا حول 0.6490، وما زال تحت مستوى المتوسط المتحرك الأسي لمدة 9 أيام (9-day EMA)، مما يدل على أن الزخم الهبوطي لا يزال قائمًا على المدى القصير. الزوج يتداول ضمن نطاق مستطيل، ويعكس هذا التماسك حالة توازن مؤقتة بين البائعين والمشترين.
في اتجاه الهبوط، يمثل الحد الأدنى للنطاق عند حوالي 0.6470 دعمًا رئيسيًا، ويليه أدنى مستوى سجل في 21 أغسطس عند 0.6414. إذا تلاشت قوة الثيران، فهذه المناطق قد تكون نقاط وقف خسارة محتملة.
أما في الاتجاه الصاعد، فإن مستوى الرقم النفسي عند 0.6500 هو أول مقاومة، يليه مستوى 0.6514 عند المتوسط المتحرك الأسي لمدة 9 أيام. وإذا تمكن الزوج من اختراق هذين الحاجزين بشكل فعال، فإن الزخم السعري على المدى القصير قد يتحسن، مما قد يدفع السعر نحو مستوى 0.6630، وهو الحد العلوي للنطاق المستطيل.
بشكل عام، يواجه الدولار الأسترالي ضغوطًا مزدوجة من قوة الدولار الأمريكي وتوقعات السياسة النقدية، وعلى الرغم من أن بيانات التوظيف المحلية جيدة، إلا أن توقعات السوق لانتعاشه لا تزال محدودة. على المستثمرين مراقبة البيانات التضخمية القادمة وتصريحات البنك المركزي، فهي ستكون المحركات الرئيسية التي قد تغير توقعات السوق.