كثير من الناس يراقبون تقلبات سعر البيتكوين، لكنهم ما فكروا فعلاً في أي مشكلة هو حلها.

دعوني أقول حقيقة قاسية—العملة تموت. عبر التاريخ سقطت دول لا تعد ولا تحصى، والأوراق النقدية التي أصدرتها تحولت في النهاية إلى ورق لا قيمة له. الدول الكبيرة يمكنها الصمود لفترة أطول، لكن ماذا عن الدول الصغيرة؟ إذا انهار الاقتصاد أو سقط النظام، أموالك تصبح بلا قيمة في لحظة. في هذه اللحظة ستتساءل: هل ممكن يكون فيه عملة تتجاوز الحدود، وما يقدر أي نظام سياسي يتحكم فيها؟ البيتكوين هو هذا الجواب.

نجي لموضوع التضخم. البنوك المركزية حول العالم عندها آلة طباعة النقود، وكل ما اهتز الاقتصاد شغلوها بأقصى طاقة. كل ما صار فيه طبع أكثر، كل ما صارت القوة الشرائية أضعف، وهذا هو مصير العملات الورقية. لكن البيتكوين مختلف، الكود مبرمج على حد أقصى 21000000 وحدة، ولا أحد يقدر يطبع وحدة زيادة. هذا الندرة بالضبط هي السلاح ضد تدهور قيمة العملة.

وفي سؤال أكثر إيلاماً—هل أموالك فعلاً ملك لك؟ بيت، وديعة، أسهم شركات، كلها شكلها باسمك، لكن في ظروف معينة ممكن تتجمد أو تصادر في أي وقت. في العصور القديمة كان فيه مصادرة أملاك وعقوبات جماعية، واليوم فيه تجميد قضائي. أما البيتكوين؟ طالما معك المفتاح الخاص، ما أحد في العالم يقدر يجبرك تتنازل عنه. هذا مو دعوة للفوضوية، لكنه يبين أن البيتكوين فعلاً وصل قمة تمكين الملكية الفردية للأصول.

أخيراً، خلينا نتكلم عن السيولة. جربت تبيع بيت بسرعة وتحوله كاش؟ أو تنقل مبلغ كبير للخارج؟ في النظام المالي التقليدي، هذه العمليات بطيئة جداً وتحتاج موافقات كثيرة. حتى سحب مبلغ من البنك يحتاج ساعات من الأسئلة، فما بالك بالتحويلات الدولية. لكن البيتكوين يحتاج تقريباً نصف ساعة، أي مبلغ، لأي مكان في العالم، مباشرة بين طرفين. هذا النوع من الكفاءة، النظام المالي التقليدي مستحيل ينافسه.

عشان كذا، قيمة البيتكوين ما هي في كم ارتفع اليوم، بل في أنه أعاد تعريف معنى "الأصول الشخصية الحقيقية". هذا المنطق ما له علاقة بإيمانك بأي أيديولوجية أو موقف سياسي. إذا كنت تؤمن أن الثروة تحتاج حماية، ستفهم معنى وجود البيتكوين.